
الإيمان بالله عز وجل
قبل أن يبحث الإنسان عن أي أمر في هذه الدنيا، وقبل أن يغوص في أعماق أية فكرة، وقبل أن يعمل على إثبات شيء ونفي شيء آخر لا بد له أولاً من البحث عن أصل الوجود وإثبات الصانع سبحانه وتعالى، لأن أية انطلاقة هي ناقصة ما دامت لم تنطلق من الأصل.
وهذا يعني أن الإيمان بالله عز وجل ضرورة من ضروريات الحياة، هذا بالإضافة إلى كون الأدلة الكاشفة عن أصل الوجود أكثر من أن تُحصى، ونحن بدورنا لنا عقدية متينة وثابتة في الخالق عز وجل، إننا نعتقد بأن الله تعالى هو الموجد للكائنات، وهو الذي كان قبل كل شيء بحيث لم يكن قبله شيء، وهو الذي خلق عالم الوجود، وهذا ما يظهر لنا من آثار عظمته وعلمه وقدرته في جميع الموجودات؛ بدءاً من المجرات ووصولاً إلى الذرّة.
كما وأننا نعتقد أننا كلما تدبرنا في أسرار الكائنات أدركنا عظمة ذاته وسعة علمه وحجم قدرته، وكلما تقدم العلم فتحت أمامنا أبواب كثيرة من علمه وحكمته.
قال سبحانه: (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)
وقال تعالى (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
الشيخ علي فقيه



